الخميس، 29 سبتمبر 2016

مأساة انتحار الطفل أحمد.. فقر العواطف أقبح من فقر الجيب



مأساة انتحار الطفل أحمد.. فقر العواطف أقبح من فقر الجيب

 حنان بكور

منذ يوم أمس (الثلاثاء) والرأي العام يتداول قصة طفل آزرو الذي انتحر نهاية الأسبوع الماضي، وهي القصة التي استسلم كثيرون فيها لرواية “قاصرة” ترجع سبب اقدام الطفل على إنهاء حياته بتلك الطريقة البشعة “عجز والدته عن شراء الأدوات المدرسية”، مسندين بذلك قضية عميقة إلى “قشور” من رمل.

في هذه القضية المؤلمة..يجب أن ننفذ الى العمق، وأن نلامس بكل جرأة مآسي التفكك الأسري التي تؤدي إلى الموت بطرق مختلفة.

فقر العواطف أقبح من فقر الجيب! نعم..الطفل الصغير رحمة الله عليه، يعاني وإخوته فقرا كبيرا في الحب والاهتمام بسبب انفصال والديهم. الأم تصارع في جهة لتربية الأبناء، والأب في جهة مع أسرة ثانية بناها بعيدا عن فلذات كبده.

مآسي الطلاق لا يمكن أن يدركها إلا من عاشها…قصص عديدة يتحول فيها الأبناء إلى “حطب حرب” بين الزوجين المنفصلين…وبعض الأمهات ينتقمن من “نكران” الزوج بالاطفال، ولو عن غير قصد، فيصير الطفل يكبر بحقد أمه على والده “الجاحد”! فيما الأب ينتقم بدوره باختيار حياة أخرى بعيدا عن “صداع الراس”!

لا يمكن لعاقل أن يصدق هكذا عبثا أن طفلا صغيرا بالكاد تخطى العشر سنوات من عمره ينهي حياته بطريقة بشعة بسبب “كتب مدرسية”!! الكتب المدرسية هنا تختزل فجوة عميقة في قلب الصغير وإخوته، سببها تفكك الأسرة.

آباء كثر يعجزون عن اقتناء مستلزمات وحاجيات أبنائهم…لكن العطف والحب يعوضهم ويمسح دمعة حرمانهم المادي..عكس صغير آزرو، الذي توحش الحرمان العاطفي بداخله إلى أن أفقده حب نفسه!

عطف الأب والأم أهم من المحفظة…والأسرة تسبق المدرسة، هذا هو الأصل، والباقي روايات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق